باسم الله
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،
فخامة رئيس الجمهورية ممثلاً بمعالي الوزير الاستاذ علي حسين العبد الله،
دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري،
دولة رئيس الحكومة ممثلاً بمعالي الوزيرة منى عفيش،
اصحاب الدولة والغبطة والسماحة والسيادة والفضيلة والمعالي والسعادة،
اخواتي واخواني احباب ومحبي الامام الصدر،
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته،
تركت على خد الرصيف الحاضن الميناء قبلتها...
وأودعت المراسي سر وجهتها...
وراحت ترقب الأحلام, يحملها عناد الموج.. يرميها على الشط الذي عرفته أسراب النوارس مبدعاً سر المدى...
هي يوم كان زفافها للريح أفردت الشراع.
لكل خيط فيه قصته مع النول الذي حاك العباءة..
فالريح طوع هواه, إن هبت..
والحوت يلهث خلفها..
وإذا تجرأ ما تعدى الدف, فهي تدس همس الموج في أعصاب سارية تطاول عزمها حتى استحال الهمس رعداً..
جسّد الحلم المعلق بين أرض عنفت زمناً, وبين الوعد منشوراً على حبل الرجاء..
قالت: أتعرفه؟!
ورحت أحدّث الأهداب عنك... لأنها تستعذب الأحلام حين تكون للأحلام نكهتها..
وموج البحر, كيف يكون تكرار اقتحام الشط..
والأقلام, كيف تمج تعداد المحابر..
والندى, ومساكب الدفلى, وأنفاس الخزام..
حدثتها, أني رأيتك فوق صهوة عزمك المقدود, من إيمانك الجبل الذي..
لم يستطع سيزيف بعد..
تجاوز السفح العصي..
وزهوة الميدان,
حين يجوب مهرك تاركاً في الصخر آثار السنابك..
والصهيل, الرعد, منشوراً على زرد اللجام..
وعلى امتداد مساحة الجبل العتيق, تلم عن أهداب أطفال الجنوب صدى النعاس..
فعرس قانا,
ضيعت درب السلام إليه زينب..
هشّم البارود أطراف العرى..
وتطاير المريول أشلاء..
وأوكل للدفاتر نعيها..
ودماً تحول كل خمر جرانها..
حتى الجمام.
حدثتها..
أني رأيتك.. عند محراب الرجولة,
تقرأ سورة النصر التي أيقنت أن القادرين عليه هم أبناء مدرسة رسمت مسارها..
حدثت أنك..
كلما يممت وجهك شطر خط النار
عممت الرصاصة بالصلاة.. لعل أدعية تردد, تنقل الإيمان بالعدوى..
لينتشر الهدى..
وتطل قافلة الضياء..
حدثت أنك..
كلما عزت بطولات..
ونودي للجهاد
تركت للدنيا تقد قميصك الثلجي من دبر..
وتوغل في مساحات الردى.. خلف المسافة .. تغسل العار الذي ألفته بعض جباهنا, بالكبرياء..
وكلما شد الظلام, على خناق الفجر..
كنت..
تزف مهرك غمزة المهماز..
يجتاز الخنادق..
تستفيق على صدى وقع السنابك..
كل أحلام الرجولة..
كلما ضاق المدى.. أبدعت آفاقاً,
تطل على مساحة كربلاء..
وكلما حنّت إلى الشط المراسي..
خوف عنف الموج.. كنت..
وكنت تأبى..
كلّ أشرعة المراكب طوع أمرك..
تستلذ الغوص في الأعماق..
دأبك
أن تظل كما فطرت, وراء حلمك..
ترفض الشكوى..
وتغسل جرحك المسكون جرحاً..
بالدماء.
وحين طالعت الجنوب, حملت أسرار العباءات التي لبست وقارك.. وظل,
ظل الصمت يختزن العبير..
يلفه تموز..
حتى أنطقته الوثبة الكبرى..
فأسرجت الشموس أمير صهوتها..
ودللت اللواء..
طال انتظاري.. عند باب مدينة, محرابها يشكو صقيع الغربة الآتي من الصحراء..
يسكنها السراب..
وعلى رصيف العمر عكازي..
أهش به على الأيام.. تنفر من رتابتها..
وتصحو ابجديتنا, على وهن تملك حبرنا المسفوح من زمن على درب الضباب..
والنخل, لم يبدع لنا رطباً..
نهز الجذع.. يمطرنا حلاوته كما نبغي..
وقافلة السنين, يزفها الحادي على وقع انخفاف اللحن, محمولاً على كف العتاب..
طال انتظاري..
والمراكب عند أهداب الرصيف تغازل الإبحار..
خلوا زرقة العينين تسكب ذاتها..
ودعوا مدائننا تلملم تمتمات جراحها..
حفرت عميقاً في المآذن والقباب..
لا شيء يسكنني سواك..
تعلم الفرسان كيف تروض الأمهار..
والأحلام, كيف تداعب الأهداب..
والاقلام, كيف يسيل منها الحبر.. فوق رئات
أوراق تملكها الظمأ عطراً وماء..
لا شيء يسكنني سواك.. وأنت تعدل قب
ميزان العدالة..
وتسوَر الوطن المدمى بالعمامة.. باستدارتها
مسار الحق..
تنشر فوقه دفء العباءة..
كل مظلوم شكى الحرمان من أهل الكساء..
طال انتظاري.. والدواة وريشتي..
والشوق بينهما, لقامتك المديدة..
كلما كان القنوت ازددت إيماناً.. بأنك
أنت سر البعد..
قدماك فوق أديم هذي الأرض, شامتها
الأحب..
وفوق كفيك السماء..