كلمة سماحة الامام الشيخ عبد الامير قبلان في مؤتمر "كلمة سواء" 11 تحت عنوان اجتمعنا من اجل الانسان" الانسان في رؤية الامام الصدر

calendar icon 12 كانون الأول 2009 الكاتب:عبد الأمير قبلان



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى كافة الأنبياء والمرسلين.

سيدي أبا صدري..
جئناك لنسلم عليك، ونقرأك من خلال مقالاتك وخطاباتك وتوجهاتك.
أخي! فقدناك في أحلك الظروف، ولكنك ستبقى في حنايانا، في قلوبنا، في فكرنا، في حياتنا.

أبا صدري!
تغيرت البلاد ومن عليها بغيابك. ولكنك يا أخي حاضر موجود مستمر. نذكرك في الحفلات، وفي البيوت وفي الندوات.

ولا يُذكر الإنسان إلا بتاريخه المضيء... فأنت مضيء ونيّر.
ونحن نجتمع اليوم في يوم المباهلة في الرابع والعشرين من ذي الحجة، يوم باهل النبي نصارى نجران...
وقال لهم: ﴿تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم﴾...

هذا اليوم هو يوم المباهلة... يوم الحوار.
وقد ابتدأ الحوار زمن النبي صلى الله عليه وآله توجه لنصارى نجران ليتفاهم معهم ويتحاور ويتشاور، ولكن الظروف منعت هذه الحوارات.

لذلك نحن نقول لك يا أبا صدري، يا من نحب ونحترم ونقدر...
كنتَ واضحًا في سلوكك، مستقيمًا في سيرك، محبًا للناس، قريبًا منهم.
لم تجامل ولم تمارِ... همك الوحيد الإنسان... رؤية الإنسان أن يعيش سعيدًا هنيئًا.
شاهدناك في صور، وأنت تنتقل من بيت إلى بيت لتدخل السرور على قلوب أهل صور من المسيحيين والمسلمين.

وكانت هذه البادرة مباركة وموفقة.
نظرتَ إلى الإنسان لا من خلال عبادته، بل من خلال إنسانيته.
ونحن اليوم نستميحك عذرًا يا أبا صدري، نقول لك: تغيرت البلاد. الجميع يطالبون بالمعتقلين والمغيبين، مجلس الأمن معطل من هذه الجهة. هيئة الأمم لا تسمع بالمظلومين.

نقول لك: نحن معك... في حلك، وترحالك، في وجودك، فيغيابك.
نقول للبنانيين: الإمام الصدر حجر الرحى، فعلينا أن نطالب به ونصرّ على كشف قضيته. ولن نقبل أن تموت هذه القضية، لأن موتها موت القيم في الإنسان، موت التراث الديني. لذلك نطالب الحكومة اللبنانية الجديدة... نطالبها أن تشكل هيئة جديدة تتحرك وتعطي للإمام الصدر حقه وقضيته باهتمام.
نعم، أيها اللبنانيون، بعد تشكيل الحكومة نتطلع إلى غد أفضل وإلى مستقبل مبارك. كونوا فيما بينكم إخوة، أحبة: ﴿تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾،﴿واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا﴾.

وشكرًا لكم.

source