أوصى "مؤتمر كلمة سواء " السابع، "بعدم التفريط أو التهاون إزاء قضايانا المصيرية (فلسطين، القدس، العراق) والانتباه الى الثوابت المتعلقة باللغة والهوية والعقل العربي". ورأى الحاجة الى "بلورة خطة عربية إعلامية حاضنة تتبنى جدول اهتمامات ومضامين تنسجم مع حاجاتنا"، داعيًا "الى التخلص من آفة التقليد بأن ينقل الاعلام العربي صورة العرب الى العرب ولا يستوردها من الاعلام الغربي".
اختتم المؤتمر الذي عقد في الأونيسكو بدعوة من "مركز الامام موسى الصدر للأبحاث والدراسات" تحت عنوان "الذات والآخر في الاعلام المعاصر"، على مدى يومين، أعماله أمس، بسلسلة توصيات ركزت على دور الاعلام العربي في معالجة قضايانا الداخلية، مهيبًا بوسائل الاعلام المحلية والاقليمية والعالمية المساهمة في كشف الاضاليل التي تحوط قضية الامام موسى الصدر، ومؤكدًا "رفض المحاولات المفضوحة لإثارة البلبلة ولطمس مسؤولية النظام الليبي في الجريمة ولتضليل الرأي العام".
توزعت أعمال اليوم الثاني للمؤتمر جلستان هما الثالثة والرابعة بعد الجلستين اللتين عقدتا بعيد الافتتاح اول من أمس.
تناولت الجلسة الثالثة موضوع "الاعلام والآخر" رأسها النائب علي الخليل. وتوزعت في محورين عرضا "صورة العرب والمسلمين في الاعلام الغربي" قدمها لوري عيراني وقيس جواد الغراوي، و"الاستراتيجيات الغربية من خلال الاعلام" قدمها كل من منير شفيق ومحمود حيدر.
وتحولت الجلسة الرابعة حلقة مستديرة رأسها الوزير السابق ميشال سماحة وبحثت في "أي اعلام نريد؟ هل من امكانية لاعلام عربي فاعل؟". وتحدث فيها كل من: رفيق نصر الله (فضائية أبو ظبي)، حسن فضل الله (فضائية المنار)، محمد السماك وجورج كلاس. وكانت مداخلتان لقيس الغراوي ومنير شفيق، تلتهما مناقشات وحوارات مع الحضور.
وفي الختام تلي البيان الختامي، الذي تضمن التوصيات التي خلص اليها المؤتمر وأبرزها:
- الدعوة الى التخلص من آفة التقليد بأن ينقل الاعلام العربي صورة العرب الى العرب ولا يستوردها من الاعلام الغربي، والابتعاد عن التضليل أو المبالغة أو التشويه، والجرأة في توصيف الذات بموضوعية.
- الحاجة الى بلورة خطة عربية اعلامية حاضنة تتبنى جدول اهتمامات ومضامين تنسجم مع حاجاتنا وقضايانا وتطلعاتنا. وتعتمد على قوة المعلومة وحسن تقديمها.
- عدم التفريط أو التهاون إزاء قضايانا المصيرية (فلسطين، القدس، العراق)، والانتباه الى الثوابت المتعلقة باللغة والهوية والعقل العربي.
- يعتبر المؤتمر ان اخفاقنا ازاء الآخر يعود في جزء أساسي منه الى اخفاقنا بحق أنفسنا. وقضايانا المصيرية مع الآخرين لا يجوز ان تحجب قضايانا الداخلية.
- رصد الميزانيات الضرورية لتأسيس وتنفيذ ومتابعة الجهد الاعلامي اللازم للدفاع عن قضايا الامة ولاظهار الصورة الحقيقية لها، ويشمل ذلك انتاج البرامج الثقافية والوثائقية والفنية والاخبارية.
- الدعوة الى عقد لقاءات بين القوى الاعلامية العربية لبلورة الرؤيا الاعلامية الملائمة.
- الدعوة الى البناء مع القوى الصديقة والمتعاطفة في الغرب، القوى الاعلامية والفكرية والاجتماعية والتوجه الى العقل الغربي ومخاطبته بلغته.
- وضع روزنامة بالأحداث ذات الدلالة ليصار الى احيائها على مستوى العالمين العربي والاسلامي.
- دعم المراكز البحثية القائمة والى انشاء مراكز متخصصة في جمع المعلومات وتصنيفها.
وختم البيان "وإذ يثمن المؤتمر عاليًا مجهودات الهيئة الوطنية العليا لمتابعة قضية الامام المغيب ورفيقيه، ومساعي غيرها من المسؤولين والمخلصين والشرفاء، يحث على مضاعفة الجهود المبذولة لرفع الظلم الواقع على الامام ورفيقيه، ويؤكد كل ما جاء في بيان الهيئة عقب اجتماعها في 11 تشرين 2002، وتحديدًا رفض المحاولات المفضوحة لإثارة البلبلة ولطمس مسؤولية النظام الليبي في الجريمة ولتضليل الرأي العام وللتشكيك بالجهود المخلصة الهادفة الى جلاء مصير الامام ورفيقيه.
ويهيب المؤتمر بوسائل الاعلام المحلية والاقليمية والعالمية ان تساهم في كشف تلك الأضاليل، وان تعير القضية الاهتمام المتناسب مع خطورتها ومع مكانة الامام الصدر في ذاكراة ووجدان الرأي العام، حيث ان كسب هذه القضية العادلة اعلاميًا هو حجر الزاوية لكسبها قانونيًا وانسانيًا واجتماعيًا".