إختتم "مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات" مؤتمره الرابع لـ "كلمة سواء"، بعنوان: "الهوية الثقافية – قراءات في البعد الثقافي لمسيرة الإمام الصدر"، وصدرت في اليوم الثاني والأخير للمؤتمر، سلسلة مقررات وتوصيات، حذرت من "أن الصراع الثقافي هو أخطر وأبشع أنواع الصراعات"، مؤكدة "ان الدين هو جوهر الثقافة، ولا خوف عليه منها".
وجاء في التوصيات:
1- يرى المؤتمر أن الدين هو جوهر الثقافة ولا خوف عليه منها: الثقافة الحقيقية هي التي تربط بين المخلوق والخالق. فالثقافة الإسلامية – مثلاً – تدعو إلى الوحدة والحوار والتقدم في مختلف مجالات التطور العقلي وتتمثل كل جديد وكل معرفة. كما وإن هدف الأديان واحد ألا وهو الإنسان وعليه يكون حوار الأديان هو السبيل لإنتاج الثقافة المتناسقة في اختلافاتها، وبواسطة هكذا حوار نحمي أنفسنا من مخاطر الصراع الثقافي.
2- كما أكد المؤتمرون أن الهوية الثقافية بمفهومها الحي هي ذاك الكل الذي يشكل المضمون الداخلي للإنسان والضمير الجمعي للأمة الذي يميز شخصيتها الحضارية، وأنه إذا كان للمثقف أن يمثل هذا الضمير، فليس له أن يتصرف بحقوق الأمة، بل على ثقافة النخبة أن تنهل من الثقافة الشعبية وترتقي بها ومعها.
3- ويشدد المؤتمر على أهمية الإنتباه إلى لغتنا، وعاء الفكر وتجلياته، وعلى ضرورة رفدها بالمصطلحات العلمية والمفاهيم المعاصرة لتمكين الناطقين بها من التفكير بأسلوب ومنهج علميين. حيث أن ذلك يتيح لإبداعاتنا في حقول الأدب والفقه واللاهوت أن تتكامل بإبداعات علمية وتقنية.
4- كما ويحذر، في إطار اللغة، من الإستعمالات "البريئة" لبعض المصطلحات التي أفلح الغزو الثقافي في دسها في قاموسنا اليومي بعد أن ألبسها مدلولات خطيرة تشذ عن مدلولاتها اللغوية الأصلية (مثال: التطبيع).
5- يعتبر المؤتمر أن العولمة الجارية غير متكافئة، وتهدد هويات الثقافات الأخرى لأنها لا تعترف بآخرية الغير وبغيرية الآخر. فهي بالشكل الذي عهدناه في العقود الأخيرة، غزو ثقافي.
6- الشأن الثقافي ليس هروباً إلى الأمام (تغريب) ولا هروباً إلى الوراء (إنغلاق) إنما هو اكتشاف حي ومستمر للذات (للهوية) وتعزيز لمقوماتها وإمكاناتها من خلال مقابلتها بالآخر واحتكاكها به في عملية (مثاقفة) مبنية على الحوار والإعتراف المتبادل.
7- ويرى المؤتمرون أن الآلة لا تستطيع أن تكون مثقفة.. إنما المسألة في وجهة استعمالها وفي من يستعملها وكيف ولماذا. وعلينا التعاطي معها بإيجابية لنكون شركاء فعليين في توليد العلم والمعرفة وليس مجرد مستهلكين سلبيين لما ينتجه الآخرون.
8- يحذر المؤتمر من أن الصراع الثقافي هو أخطر وأبشع أنواع الصراعات، ومعركة المستقبل معركة ثقافية يسعى فيها المستكبر للاستيلاء على التاريخ كما الجغرافيا ويحاول محاصرة الخيال وليس الواقع فحسب.