مؤتمر "كلمة سواء" إختتم أعماله: الإمام الصدر إستقرأ مشاكلنا وأحدث صدمة وعي في مجتمعنا

calendar icon 13 تشرين الثاني 1999

إختتم مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات مؤتمره الرابع لـ "كلمة سواء" تحت عنوان: "الهوية الثقافية قراءات في البعد الثقافي لمسيرة الإمام الصدر" وذلك مساء أمس في فندق الماريوت في بيروت.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر: لقد كان اختيار المركز لموضوع هذا المؤتمر تبنياً لفكر الإمام الصدر في مواجهة تحديات العصر والهيمنة الثقافية التي تستهدف الهوية والثقافة العربيتين والإسلاميتين على السواء وأيضاً إنسجاماً مع مفهوم المركز لإعلان بيروت عاصمة ثقافية للعالم العربي لعام 1999.

والإطالة على هذه المحاور أو على بعضها من منظور الإمام الصدر، ينسق مع انشغاله بالثقافة ومساهماته القيمة في توكيد المبادىء الإيمانية الإنسانية. تلك المساهمات التي تثبت أهميتها وفعاليتها أكثر من أي وقت مضى وكأنما كان الإمام الصدر يستقرأ مشاكلنا في نهائية الألفية منذ وأثناء مشاهدته في قرى الستينات والسبعينات. بل انه أحدث صدمة وعي في مجتمعنا لا تزال تداعياتها تكبر وتتسع، ولنا في تجربة المقاومة الفذة أو في تحفزنا نحو الثقافة البانية خير أمثلة على ترددات تلك الصدمة.

وقد تناول المحاضرون ثقافة الإمام الصدر بمناهلها القرآنية قولاً وفكراً وعملاً وقلباً، وهذا ما يسمح لنا أن ننهل من معين متجدد بتجدد الغرف منه. فإلى تنوع مصادره المعرفية والفكرية، وتنوع اهتماماته وانفتاحه على الآخرين، مروراً بخضوعه للحقيقة بغض النظر عن مصدرها، ووصولاً إلى ربط الدعوة الدينية بخدمة الفقراء وبالتعبئة الإنسانية من المبتدأ إلى المنتهى... اتسع الأفق امام الإمام موسى الصدر، متجاوزاً المحلية إلى العالمية واختار لبنان نموذجاً ثقافياً حضارياً للحوار ولم يتح له إكمال المشوار، لأن المتربصين، على مفترق العتمة والغدر، كانوا له بمرصاد الإخفاء.

وحوارات مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات هي محاولة للإنتصار على التغييب باستحضار النهج، واستجماع الذكريات ممن رافقوا صاحب القلب الكبير، خصوصاً أن عالميته في ما شعر به أوسع مما نجده في ما خط قلمه. واللقاء تحت مظلة الكلمة السواء جاء محطة رابعة في خطى مركز الأبحاث على درب الحوار والتواصل.

مقررات وتوصيات
وقد أعلنت في ختم المؤتمر المقررات والتوصيات الآتية:
يرى المؤتمر أن الدين هو جوهر الثقافة ولا خوف عليه منها: الثقافة الحقيقية هي التي تربط بين المخلوق والخالق. فالثقافة الإسلامية مثلاً تدعو إلى الوحدة والحوار والتقدم في مختلف مجالات التطور العقلي وتتمثل كل جديد وكل معرفة. كما وأن هدف الأديان واحد ألا وهو الإنسان وعليه يكون حوار الأديان هو السبيل لإنتاج الثقافة المتناسقة في اختلافاتها، وبواسطة هكذا حوار نحمي أنفسنا من مخاطر الصراع الثقافي.

كما أكد المؤتمرون أن الهوية الثقافية بمفهومها الحي هي ذاك الكل الذي يشكل المضمون الداخلي للإنسان والضمير الجمعي للأمة الذي يميز شخصيتها الحضارية، وأنه إذا كان للمثقف أن يمثل هذا الضمير، فليس له أن يتصرف بحقوق الأمة، بل على ثقافة النخبة أن تنهل من الثقافة الشعبية وترتقي بها ومعها.

ويشدد المؤتمر على أهمية الإنتباه إلى لغتنا، وعاء الفكر وتجلياته، وعلى ضرورة رفدها بالمصطلحات العلمية والمفاهيم المعاصرة لتمكين الناطقين بها من التفكير بأسلوب ومنهج علميين. حيث أن ذلك يتيح لإبداعاتنا في حقول الأدب والفقه واللاهوت أن تتكامل بإبداعات علمية وتقنية.

ويعتبر المؤتمر أن العولمة الجارية غير متكافئة، وتهدد هويات الثقافات الأخرى لأنها لا تعترف بأخرية الغير وبغيرية الآخر. فهي بالشكل الذي عهدناه في العقود الأخيرة، غزو ثقافي.

ويرى المؤتمرون أن الآلة لا تستطيع أن تكون مثقفة.. إنما المسألة في وجهة استعمالها وفي من يستعملها وكيف ولماذا. وعلينا التعاطي معها بإيجابية لنكون شركاء فعليين في توليد العلم والمعرفة وليس مجرد مستهلكين سلبيين لما ينتجه الآخرون.

كما ويحذر المؤتمر بأن "التطبيع الجاري وتسويقه هو مشروع لتفكيك وتدمير المقومات الذاتية للثقافة والحضارة العربية والإسلامية انه مشروع إخضاع للنفوس.

وختم البيان الختامي للمؤتمر:
ان أساس المشروع النهضوي هو تطوير ثقافة المواطنة المدنية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومبناه الحضاري دولة المؤسسات التي اعمدتها الحرية والمساواة والعدالة وغايته الإرتقاء بالإنسان وصون كرامته.

إِشارة إلى أن المؤتمر تابع جلساته أمس وقد تعاقب على الكلام وزير التربية محمد يوسف بيضون والدكتور جميل قاسم والدكتور مجدي حماد.

source