المؤتمر الرابع لـ "كلمة سواء" أصدر توصياته: الدين جوهر الثقافة ولا خوف عليه منها

calendar icon 12 تشرين الثاني 1999

إختتم مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات مؤتمره الرابع لـ "كلمة سواء"، تحت عنوان الهوية الثقافية: قراءات في البعد الثقافي لمسيرة الإمام الصدر في فندق "الماريوت"، وصدرت في ختام المؤتمر التوصيات الآتية: "

1- يرى المؤتمر أن الدين هو جوهر الثقافة ولا خوف عليه منها: الثقافة الحقيقية هي التي تربط بين المخلوق والخالق. فالثقافة الإسلامية – مثلاً – تدعو إلى الوحدة والحوار والتقدم في مختلف مجالات التطور العقلي، وتتمثل كل جديد وكل معرفة. كما إن هدف الأديان واحد، ألا وهو الإنسان، وعليه يكون حوار الأديان هو السبيل لإنتاج الثقافة المتناسقة في اختلافاتها، وبواسطة هكذا حوار نحمي أنفسنا من مخاطر الصراع الثقافي.

2- وأكد المؤتمرون أن الهوية الثقافية بمفهومها الحي هي ذاك الكل الذي يشكل المضمون الداخلي للإنسان والضمير الجمعي للأمة الذي يميز شخصيتها الحضارية، وأنه إذا كان للمثقف أن يمثل هذا الضمير، فليس له أن يتصرف بحقوق الأمة، بل على ثقافة النخبة أن تنهل من الثقافة الشعبية وترتقي بها ومعها.

3- وشدد المؤتمر على أهمية الإنتباه إلى لغتنا، وعاء الفكر وتجلياته، وعلى ضرورة رفدها بالمصطلحات العلمية والمفاهيم المعاصرة لتمكين الناطقين بها من التفكير بأسلوب ومنهج علميين، إذ أن ذلك يتيح لإبداعاتنا في حقول الأدب والفقه واللاهوت أن تتكامل بإبداعات علمية وتقنية.

4- كما حذر، في إطار اللغة، من الإستعمالات "البريئة" لبعض المصطلحات التي أفلح الغزو الثقافي في دسها في قاموسنا اليومي بعد أن ألبسها مدلولات خطيرة تشذ عن مدلولاتها اللغوية الأصلية (مثال: التطبيع).

5- يعتبر المؤتمر أن العولمة الجارية غير متكافئة، وتهدد هويات الثقافات الأخرى لأنها لا تعترف بآخرية الغير وبغيرية الآخر. فهي بالشكل الذي عهدناه في العقود الأخيرة، غزو ثقافي.

6- الشأن الثقافي ليس هروباً إلى الأمام (تغريب) ولا هروباً إلى الوراء (إنغلاق) إنما هو اكتشاف حي ومستمر للذات (للهوية) وتعزيز لمقوماتها وإمكاناتها من خلال مقابلتها بالآخر واحتكاكها به في عملية (مثاقفة) مبنية على الحوار والإعتراف المتبادل.

7- يرى المؤتمرون أن الآلة لا تستطيع أن تكون مثقفة.. إنما المسألة في وجهة استعمالها وفي من يستعملها وكيف ولماذا. وعلينا التعاطي معها بإيجابية لنكون شركاء فعليين في توليد العلم والمعرفة وليس مجرد مستهلكين سلبيين لما ينتجه الآخرون.

8- يحذر المؤتمر من أن الصراع الثقافي هو أخطر وأبشع أنواع الصراعات، ومعركة المستقبل معركة ثقافية يسعى فيها المستكبر للاستيلاء على التاريخ كما الجغرافيا ويحاول محاصرة الخيال وليس الواقع فحسب، كما ويحذر من أن التطبيع الجاري تسويقه هو مشروع لتفكيك وتدمير المقومات الذاتية للثقافة والحضارة العربية والإسلامية، انه مشروع إخضاع للنفوس.

9- يهيب المؤتمر بجميع الأدبيات الدارجة في لبنان (المسرحيات الملتزمة، الشعراء الملتزمون، الفرق الرياضية.. الخ) أن ينقلوا أدبياتهم إلى المنطقة المحتلة – وحبذا لو أعادهم المحتل عن المعابر لأن رسالتهم ستعبر فوراً وتصل إلى كل رازح تحت الإحتلال – فلنتجه جنوباً، وثقافياً هذه المرة، حيث يواجه التراث الجنوبي منفرداً الغزو الثقافي الإسرائيلي.

10- يوصي المؤتمر بصيانة شخصيتنا الحضارية مع الإنفتاح على التجارب الإيجابية. سبيلنا إلى ذلك يكون في صياغة مشروع إصلاحي من أهم معالمه الإيمان بالله والإيمان بحتمية انتصار الخير، وخدمة الناس بدءاً بالقاعدة، حيث أن الإيمان الحقيقي يكون بالأفعال لا بالأقوال- وخروج رجال الدين إلى الناس بدل انتظارهم في المساجد والكنائس.

11- ان أساس المشروع النهضوي هو تطوير ثقافة المواطنة المدنية والديموقراطية وحقوق الإنسان، ومبناه الحضاري دولة المؤسسات التي أعمدتها الحرية والمساواة والعدالة، وغايته الارتقاء بالإنسان وصون كرامته.

12- يلتزم المؤتمر الرأي أن غياب الحرية يجعل الفرد يخضع للحجم الذي يقدمه الغاصب للحرية، وإذا كنا ننادي بحرية الثقافة فحري بنا أن نقرنها بثقافة الحرية، أي الحرية المسؤولة ، المسؤولة أمام الخالق وأمام البيئة/ الطبيعة، وأمام الإنسان/ الآخر وأمام النفس/ الذات.

13- يؤكد المؤتمر على توصيات مؤتمرات "كلمة سواء" السابقة، ويطلب من مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات أن يتابع مساعيه الحثيثة لإجلاء الغموض عن قضية إخفاء الإمام ورفيقيه، كما ويحث المؤتمر الهيئات والمنظمات والحكومات ووسائل الإعلام ايلاء القضية الإهتمام الذي يتناسب مع حجم المشروع الثقافي الحضاري الذي أطلقه الإمام الصدر.

14- للإمام الصدر علينا عهد ووعد بأن نستمر كما يشاء، وتبعث "الهوية الثقافية" للإمام السيد موسى الصدر برسالة حرية تحياتها مفردات من حوارات الكلمة السواء، مضمونها الوفاء والمقاومة حتى التحرير، غلافها الصبر ومرارة التظلم، ودلالاتها الحرية، الحرية، الحرية...!

وعنوان المرسل إليه يعلمه كل من آمن بالحرية مدخلاً لتوكيد هويته الثقافية".

source