لليوم الثاني والأخير، واصل مركز الصدر للأبحاث والدرسات مؤتمره الفكري بعنوان "كلمة سواء"، حول الحوار الإسلامي – المسيحي وسيرته التاريخية وسبل تحقيق التعايش العملي بين الديانتين الأكثر انتشاراً في العالم.
الجلسة الأولى افتتحت، العاشرة صباحاً، وترأسها رئيس تحرير جريدة "السفير" الزميل طلال سلمان، وشارك فيها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان، والشيخ الدكتور سعيد البوطي، والأب انطوان الجميل.
وأكد سلمان في كلمته "ان الحاجة إلى الحوار يجب أن تبدأ مع الذات أولاً، ثم مع الآخر، وهو اليوم معطل، والبعض منه مفتوح مع العدو الآن (...) ويتحدثون عن حوار بين الأديان، ولكن الحوار بين المؤمنين يكاد يكون متوقفاً، حيث يسود مناخ إرهابي يكاد يعطل الحوار بين المنتمين إلى الدين الواحد، فالمذهبية لا تحاور إلا المذهبية، والطائفية لا نحاور إلا الطائفية، وكلاهما تغيبان الدين كرسالة وكدعوة إلى التلاقي في رحاب الإيمان".
قبلان
أما المفتي قبلان فقد استذكر في كلمته "رجل المواقف الجريئة والحوار البناء، والذي دعا دائماً إلى المحبة والتعاون على البر، رجل المرحلة في التوجه الصادق لبناء وطن صحيح لا طائفية ولا مذهبية فيه، الإمام المغيب موسى الصدر". وأشار إلى "ان ما نعانيه اليوم هو تماماً ما كان يحذر منه الإمام الصدر، ويدعو إلى مواجهته بالوحدة والتعاون والترفع عن الحساسيات، وبناء المجتمع على أساس الثوابت الوطنية الإنسانية والأخلاقية، لا بحسب القياسات الطائفية والقبلية والعنصرية.
وأضاف: " من يريد وطناً واحداً موحداً عليه أن يرفض أية صيغة تناهض صفة العيش المشترك، ومن يرغب في قيام دولة القانون عليه أن يتحرر من علة الإقطاع والعصبيات، ويخرج من لعبة النفاق السياسي والتقزم الوطني، ويسعى إلى ولادة لبنان الجديد، اللاطائفي واللامذهبي، لهذا فهي مسؤولية كبيرة، علينا ان نتحملها بجدارة معتمدين على المبادىء والقيم".
الجميل
ثم تحدث الأب الجميل فناقش موضوع الأخطار التي تهدد المسيحية والإسلام، "منها خطر الصهيونية العالمية، الذي يأتي من خارج الديانتين ويهدد كيانهما ووجودهما، يحاول زعزعة الإيمان بكل الوسائل الممكنة" وقال "أما الخطر الثاني فهو الأصولية في الدين، والخطر الثالث المادية المعاصرة والتي تشكل أبرز المخاطر، التي تهدد عالمنا المعاصر بوسائلها وأساليبها، ووطننا لبنان، فما علينا إلا ان نستسيغ كل ما هو خير وصالح ومنسجم مع تقاليدنا الخيرة وعقائدنا الدينية الثابتة وفي مقدمها الإيمان والحرية والعدالة والمساواة".
البوطي
أما الشيخ البوطي (من إيران) فتحدث في مناقشته عن "الحوار الذي لا بد منه لتنفيذ الواجب الرباني، وهو جامع مشترك بين ذوي الأديان".
وأشار إلى أن المواطنة، التي اعتبرها نسيجاً لكل شخص يعيش على هذه الأرض، هي حق لنا جميعاً، وهي ضرورة للحوار، الهدف منه، والذي كان يسعى إليه دائماً الإمام الصدر، حماية صلات البر بين الناس، التي أوصى الله بها، وبالبر المتبادل يتحصن المجتمع".
"الجلسة الثانية"
وعند الثانية عشرة ظهراً بدأت الجلسة الثانية وترأستها السيدة لور مغيزل، التي دعت الجميع إلى التسامح واللاعنف وإلى العدالة بين الناس وصون كرامة الإنسان".
وتحدث الأب مستير عون عن المسيحية في لبنان بين الدنيا والدين، "وما لقيصر لقيصر وما لله لله"، فاعتبر ان العقيدة والشريعة مقترنتان في ظل هذه الدولة، داعياً الأمة المسيحية إلى أن تتبنى الشريعة الإسلامية، "التي يتوق إليها أي مجتمع بشري واجتماعي وسياسي واقتصادي وتتجاوز نظام دنيوي بحت، وهي الأقرب إليها روحاً ومنطوقاً".
أما الدكتور حسين شرف الدين فقد تحدث خلال مناقشته عن سيرة الإمام موسى الصدر وتعايشه مع كل الطوائف والأديان، وعن مؤسساته التي تجمع الطوائف والأديان.
"الجلسة الثالثة"
واختتم المؤتمر بجلسة ثالثة ترأسها الشيخ محمود فرحات، وناقش فيها كل من الدكتور طلال عتريسي، والدكتور مصطفى محقق، وجورج ناصيف، ومهدي فيروزان، وعضو اللجنة الإسلامية – المسيحية للحوار القاضي عباس الحلبي، الذي تحدث عن "التعايش، المحور المركزي الأهم في نهاية هذا القرن في العالم، والذي يشهد في عصر "الإنترنت" يقظة جديدة لمشاعر القومية والمناطقية والعرقية والطائفية".