أكد البيان الختامي الصادر عن مؤتمر "كلمة سواء" الذي انعقد في بيروت يومي 13 و 14 من الشهر الجاري ان المشاركين في المؤتمر توقفوا عند المحطات المهمة في مسيرة الإمام الصدر "التي ركزت على البحث في نقاط اللقاء المشتركة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية كقيمة إنسانية ثابتة وضرورة الإنطلاق من الدين وليس من التاريخ السياسي أو القانوني للعلاقات الإسلامية – المسيحية".
في مستهل البيان شكر لرئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء على ايفاد ممثلين لحضور جلسة الإفتتاح، وقال: "في الجلسة الإفتتاحية كما في الجلسات الخمس التي شهدتها الندوة، أجمع المشاركون على المطالبة بالإفراج عن الإمام السيد موسى الصدر لأن احتجازه لا يشكل تحدياً شخصياً له، ولا لطائفة ومشاعر أبنائها، بل "لكل مؤسسات حقوق الإنسان الدولية والعربية في كل مكان وزمان، ولكل الطوائف الإسلامية والأديان السموية، التي كان الإمام السيد موسى الصدر الداعي الأول إلى الحوار في ما بينها.
وقد عبر المشاركون عن التقدير للجهود التي بذلها ويبذلها مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات، الذي نظم ندوة "كلمة سواء" الناجحة، وساهم في إعادة إطلاق الحوار على المستوى الوطني في لبنان، وعلى المستويات الخارجية بين الأديان والحضارات والشعوب. ولما كان الهدف من عقد هذه الندوة رفع درجة الإهتمام بأفكار الإمام السيد موسى الصدر وآرائه فإن مسألة الكشف عن مصيره وعودته إلى موقعه، لا تقلان أهمية عن إعادة التدوال بأفكاره التي ما زال لبنان بمسلميه ومسيحييه في أمس الحاجة إليها.
وانطلاقاً من هذه الحاجة تمكن المحاضرون والمتداخلون في هذه الندوة من تسليط الضوء على مسيرة الإمام المغيب، منذ انطلاقتها وحتى اخفائه، وما حملته من خير تجاوز الطائفة إلى الدين، والدين الواحد، إلى جميع الأديان. كما توقفوا عند المحطات المهمة في هذه المسيرة التي ركزت على البحث في نقاط اللقاء المشتركة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية كقيمة إنسانية ثابتة، وضرورة الإنطلاق من الدين وليس من التاريخ السياسي أو القانوني للعلاقات الإسلامية – المسيحية بحيث يصبح الدين منطلقاً للحوار وليس موضوعاً له. وإذ عبّر المشاركون في الندوة عن تقدير مواقف الإمام الصدر، أجمعوا على أن استمرار السير في نهجه وعلى خطاه يؤكد حضوراً مستمراً له، يتحدى التغييب المستمر منذ ثمانية عشر عاماً، وذلك بعدما اثبتت سنوات اخفائه وأكدت صحة منطلقاته الفكرية. لا لأن هذا التوجه يضمن بقاء قضية الإخفاء حية حتى جلاء ظروفها، وانهائها بطريقة إيجابية وإنما لأن أفكار الإمام الصدر أكدت صدقيتها، ولا تزال تشكل الدليل النظري والعملي على الصحوة الإسلامية وإقامة أوثق العلاقات بينها وبين الأديان السموية الأخرى التي تقوم بينها نقاط الإلتقاء الواسطة والمشتركة:
- الإيمان بالله الخالق لكل شيء ولذا فالإنسان مخلوق لله.
- الإيمان باليوم الآخر، وان الله تعالى يبعث الناس ويحاسبهم بعدالة ورحمة.
- الإيمان بأن الله تعالى لم يخلق الإنسان سدى وإنما أرشده إلى الهدى بواسطة الدين الذي أرسل به الأنبياء والرسل، وان هؤلاء الأنبياء قد بلغوا رسالاتهم إلى البشر.
- الإيمان بأن للإنسان بعداً روحياً، وهذا ما يميزه ويجعله فريداً. ولذلك فهو لا يتكامل إلا في نظامه، نظام للعلاقات في المجتمع يتيح لهذا البعد الروحي ان ينمو.
- الإيمان بأن العبادة حاجة إنسانية أساسية، وان حرمان الإنسان ممارسة العبادة بأية وسيلة للارغام والحرمان، مادية أو معنوية، ليس عدواناً على حريته وحسب بل على وجوده، وحرمان له من فرصة التكامل الوجودي.
- الإيمان بكرامة الإنسان، وصونها من الأخطار التي يوجهها إليه المشروع الصهيوني خصوصاً.
- الإيمان بأخلاق إنسانية فطرية، ولذا فهي ليست آنية ومتغيرة، والإيمان بأن الإلتزام الخلقي ليس مسألة شخصية وفردية، وإنما هو مسألة متصلة بكون الإنسان في هذا العالم فرداً وعضواً في أسرة، وعضواً في مجتمع، ولأنها كذلك فهي ضرورة في العلاقات بين الأديان. ولهذا يصبح الحوار حاجة حياة.
واستكمالاً لأبحاث الندوة ومناقشاتها أوصى المشاركون:
- بتوجيه التحية إلى المراكز الدينية الكبرى في الفاتيكان، والأزهر، والنجف، وقم، لاهتمامها واستعدادها للإنفتاح والحوار على المستوى العالمي.
- باعتماد "كلمة سواء" في الحوار بين المذاهب الإسلامية، وفي ما بينها وبين الأديان السموية.
- بعقد ندوة أو ندوات لاحقة تكون مخصصة لجانب من جوانب نشاطات الإمام الصدر ومسيرته، المتنوعة، والحافلة بالغنى الفكري".