كي نرتقي ونتقدم

كلمة رئيسة الجلسة المحامية الاستاذة لور مغيزل في الجلسة الرابعة من مؤتمر "كلمة سواء" الأول: الإمام الصدر والحوار

نحن البشر، بحاجة إلى بشر، يجسدون القيم والمبادئ الواردة في التعاليم والكتب، فيبرئونها من تهمة الاتوبية والاوهام والاحلام، ويثبتون انها قيم ملموسة معيوشة، في متناولنا جميعاً السعي اليها، فيقوون فينا الرجاء بالإنسان.

نحن البشر بحاجة، كي نرتقي ونتقدم، ليس إلى قيم مجردة، بل إلى نماذج حية من البشر، يصح التماهي بها، والاستنارة بهديها.

التسامح، اللاعنف، تقبل الآخر، كل آخر، صون كرامة الإنسان، كل إنسان وكل الإنسان، العدالة بين الناس، الناس اجمعين، مفاهيم مبهمة، غامضة، ذهنية، بل تبدو نظريات غير واقعية، وغير قابلة التطبيق، إن لم يعشها بشر مثلنا، بشر من لحم ودم.

من هؤلاء البشر، نمنح بين فترة وأخرى رسلاً وشهوداً.
وبين هؤلاء البشر، يتصدر الإمام موسى الصدر، رسولاً وشاهداً.

هؤلاء هم عظماء العالم،
هؤلاء هم، كبار البشرية، وابطالها الحقيقيون.
عندما تؤرخ حركة الإنسانية نحو الأحسن والأفضل، ويمجد أبطالها، لن يذكر كبار القادة العسكريين بفتوحاتهم وغزواتهم، بل سيذكر غاندي، ومارتن لوثر كنغ ورينه كسان وهنري دينان، وعندنا، الإمام موسى الصدر وغريغوار حداد وأمثالهم ممن سموا بإنسانية الإنسان الذي خلقه الخالق على صورته تعالى.

وكم يطيب لنا ان نلتقي اليوم على كلمة سواء حول اسم امامنا، الإمام موسى الصدر فنتأمل ونخشع ونتعظ.

وقد ركنت المؤسسة، من اجل ذلك إلى ذوي علم وكفاءة ممن يرفعون جسور التلاقي بين البشر، نغب معاً من بحرهم، فلنصغِ.