افتتاح مؤتمر «كلمة سواء» في حضور خاتمي ... قبلان يدعو إلى محاكمة دولية للقذافي

calendar icon 02 كانون الأول 2005

شارك رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السابق محمد خاتمي الذي وصل الى بيروت فجر أول من أمس، في افتتاح مؤتمر «كلمة سواء العاشر» الذي أطلقه مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات، في قصر الأونيسكو صباح أمس.

وأكد رئيس «مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات» نجل الإمام موسى الصدر صدر الدين أن «دور لبنان - الرسالة هو ضرورة قصوى للعالم، كما أن دوره وموقعه السياسي في محيطه رسالة حضارية أيضاً»، منتقداً «الأنظمة الشمولية التي انتخب رؤساؤها، من دون منافسة ولعقود ليس باستطاعة حتى العرافين تحديد أمدها»، وسأل: «هل أبلغ من الديكتاتور عميد الزعماء العرب الذي لم يبق أخضر في ليبيا إلا تجديفاته، والعراق المحتل اليوم كأمثلة على الواقع».

وأشار الدكتور جورج الزعني صاحب فكرة معرض موسى الصدر الرؤيوي إلى محطات كثيرة في مسيرة الإمام الصدر، داعيا الجميع إلى استذكار ما حث عليه الإمام الصدر من ضرورة حمل هموم الوطن والمواطن والمحرومين والابتعاد عن الطائفية والمصالح الفئوية.

وأوضح ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الشيخ محمد ناجي بلطه أن «الإمام الصدر لم يكن الأول والأخير في مسيرة التنمية الذي نفتقده، فبالأمس القريب افتقدنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أطل علينا من باب التنمية الإنسانية ففتح باب العلم وأنشأ مراكز التنمية الاجتماعية وأسعف المرضى، فلماذا كانت هذه النهاية المشؤومة له؟»، مضيفاً: «إنها اليد الآثمة التي تتطاول على مثل هؤلاء الأشخاص، فالإساءة إلى الأمة بحرمانها من عناصر القوة والتقدم نعتبرها مؤامرة تستهدف هذه الأمة، كي تبقى أمة مستهلكة وسوقاً تجارية ومكان نهب لثرواتها ولاستعمارها سياسياً واقتصادياً».

واعتبر رئيس أساقفة أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر ممثلاً البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، أن «لا حرية مبدعة وخلاقة في جسم مفتقد إلى القوة والحيل».

وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان

«إن التنمية صعبة جداً مع وجود الأنظمة الفاسدة، فالذي بنى قصوراً شاهقة في العراق لا يمكن أن يكون عنده تنمية، والذي يغيّب الإمام الصدر في ليبيا لا يعرف معنى التنمية»، مطالباً الرئيس خاتمي، بجعل مدينة اصفهان الإيرانية عاصمة للثقافة وبإنشاء مدينة جامعية فيها للتقريب بين الملل والنحل. ودعا إلى «إنشاء محكمة دولية لمحاكمة القذافي على تغييبه الإمام الصدر ورفيقيه»، وقال: «لا أستبعد أن يكون القذافي شريكاً في اغتيال الرئيس رفيق الحريري».

وحضر افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام وزير الطاقة محمد فنيش ممثلاً رئيس الجمهورية اميل لحود والنائب أيوب حميد ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية فوزي صلوخ ممثلاً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والرئيسان حسين الحسيني ورشيد الصلح والسفير الإيراني مسعود الادريسي والشيخ نعيم قاسم ممثلاً الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله.

وأكد خاتمي انه «رغم كون الإمام الصدر زعيماً للشيعة في لبنان، فإنه الأب الرؤوف والمعلم المثقف لاتباع الأديان والطوائف كافة، إذ كان ينشد الاستقرار والحرية والاستقلال والتقدم للبنان العزيز، ويصبو إلى العيش المشترك للمسلم والمسيحي والدرزي والشيعي والسني جنباً إلى جنب»، معتبراً أن « فكره ومبتغاه يشكلان حافزاً لكل لبناني أبي ويرفدان المقاومة اللبنانية البطلة ويسريان دفقاً وعطاء في نفوس أولئك الذين ينشدون الرفعة للبنان العزيز، ويتصدون للمؤامرات التي تستهدف استقلال لبنان وكرامته».

وأضاف: «لقد خبر اليهود والمسيحيون والمسلمون في فلسطين وعلى مدى قرون، التعايش السلمي، وتحسسوا المصير المشترك، وان بادرت بعض الحكومات المستبدة الفاسدة إلى تضييق الخناق أحياناً على الآخرين وبدافع لا ديني أو بسبب إيحاء تصورات خاطئة من قبل غلاة المتعصبين، فان المسلمين براء من العداء للديانات الأخرى. وإذا ما أخلي السبيل اليوم للشعب الفلسطيني، فانه يمكن للمسلمين والمسيحيين واليهود أن يعيشوا أحراراً في فلسطين وجنباً إلى جنب».

وقال: «لا أعني بالدين السلوكيات القاسية واللاحضارية التي تعارض متشدقة بالدين كل ما هو حديث ورائد، وتعتبر القتل والإرهاب جهاداً، وإطفاء جذوة العقل إيماناً، وحرمان المرأة من حقوقها تقوى، والتصدي للعلم والتطور زهداً»، موضحاً أن «الدين لم يحل أبداً بديلاً من العقل البشري في تصريف شؤون الحياة، بل يؤكد على أهمية التدبر والتعقل وينشد الحرية والحكمة والعزة للإنسان».

source