استضافت نقابة الصحافة مساء امس الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي الذي تحدث الى الاعلاميين، في حضور نقيب الصحافة محمد بعلبكي والزميل جوزف قصيفي ممثلاً نقيب المحررين ملحم كرم. واستهل كلامه بالحديث عن الدور الهام والمؤثر الذي تلعبه وسائل الاعلام كضرورة ماسّة الى مجتمعات اليوم، مشيراً الى «ان مسألة الرأي العام وتوجيهه وتكوينه واجب ملقى على عاتق الاعلام للدفاع عن الحياة الأساسية اي الحرية»، معتبراً ان لبنان يتمتّع بحرية مميزة في مجال الفكر.
وعن موضوع «حوار الحضارات» وهو الشعار الذي رافق عهد الرئيس خاتمي والذي رفعه مقابل شعار «صراع الحضارات» شدّد الرئيس الايراني السابق على ضرورة تقوية المجتمع المدني وتفعيل دور المنظمات غير الحكومية، مشيراً الى ان حوار الحضارات ليس نظرية كسائر النظريات وليس استراتيجية عمل بل اقتراح لتطوير يدعو الى التعايش والتقارب بين الثقافات والحضارات التي يجب ان تقف الى جانب بعضها البعض كالمرأة حيث تظهر اوجه الجمال والسوء.
اضاف: ان حوار الحضارات بات ضرورة مطروحة يجب الاستناد اليها، مشيراً الى وجود موانع عديدة والذين يسعون وراء الفتن هم من يودّون عرقلة ذلك.
وفي موضوع العراق والاحداث التي تدور على أرضه قال خاتمي: «كلّنا شعرنا بالسرور لدى سقوط نظام صدام حسين والجمهورية الاسلامية كانت مستاءة من الطريقة التي احتل بها العراق»، مشيراً الى ان استمرار تعامل الولايات المتحدة الاميركية مع العراق بهذه الطريقة من شأنه ان يحوّل العراق الى بركان متفجّر ستصل شظاياه الى كل منطقة الشرق الأوسط».
واعتبر الرئيس خاتمي ان شفاء العراق لا يمكن ان يتم الا بقيام ديموقراطية حقيقية لا ينبغي ان تكون طائفية او عرقية ولا قومية، وبالتالي فإن الاسلام في العراق يجب ألا يكون شيعياً صرفاً أو سنّياً صرفاً، فالعراق بلد غني للغاية ويجب ان نعمل سويّاً لمساعدته. وتطرّق في حديثه الى ظاهرة الارهاب، معتبراً ان هذه الظاهرة هي نتيجة للحكومة القمعية وان ظاهرة الارهاب لا يمكن ان تتلاءم مع الديموقراطية، وان الحكومات الاستبدادية هي إحدى تجليات الارهاب. وأكد أن وجود القوات الاميركية في العراق لا يمكن ان يساهم في استقرار هذا البلد.
و،عن العلاقات الاميركية - الايرانية، اعتبر الرئيس الايراني ان هناك جداراً من انعدام الثقة بين البلدين، مشيراً إلى أن وصول المحافظين الجدد في الادارة الاميركية الى مركز القرار في الولايات المتحدة قد حطّم الآمال بتحسين العلاقات بين اميركا وطهران، مشيراً في الوقت عينه الى وجود بعض الاطراف لا تريد لبعض المشاكل ان تحل، مؤكداً ان الشعب الايراني لا يريد مؤكداً الحاق الاذى بأحد من الشعوب.
اضاف: «ان مسيرة الاصلاحات في ايران انجزت منذ سنوات طويلة، وهي لا تتوقّف مع شخص خاتمي او غيره»، معتبراً «ان الارادة الشعبية تقرّر مصير الحكومات والدول». وعن الصراع العربي - الاسرائيلي، قال الرئيس خاتمي: «ان سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية تقوم على نبذ المشاريع الظالمة، التي يتم طرحها من اجل الوصول الى السلام المزعوم، فهي لا تأخذ في الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا السلام لا يمكن أن يتحقق الا من خلال الاعتراف بالحقوق العادلة المشروعة للشعب الفلسطيني وضمان حق عودة كل فلسطيني، وحق هذا الاخير بالدولة التي يريد. لذلك، فإننا ندعو الى قيام سلام عادل وشامل».
اما في المسألة النووية الايرانية فأشار خاتمي الى أن «ايران لا تزعم انتاج اسلحة دمار شامل»، مشيراً الى «ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اقتربت مع الاسرة الدولية مرّات عدة الى الحل النهائي، ولكن الضغط الاميركي هو الذي اوقف كل الحلول