مؤتمر كلمة "سواء" العاشر واصل أعماله الاستبداد السياسي والبعد عن الدين يعترضان التنمية

calendar icon 03 كانون الأول 2005 الكاتب:عروبة حسين

ركزت جلسات اليوم الثاني لمؤتمر "كلمة سواء" العاشر امس، في "التنمية الانسانية·· أبعادها الدينية والاجتماعية والمصرفية"، على القراءة النقدية لتقارير الامم المتحدة عن التنمية الانسانية العربية، والبعد الديني لها، وحضرها رامي الريس مفوض الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلاً النائب وليد جنبلاط وحشد من الفاعليات والمهتمين·

ترأست الجلسة الاولى سلوى بعاصيري السنيورة ممثلة النائب بهية الحريري، وألقت كلمتها، حيث لفتت الى "المأزق التنموي، في المنطقة العربية، اذ يعاني 16.8% من العرب من الفقر و21% من الشباب عاطلين عن العمل، ونصف النساء أميات، ونشاط المرأة الاقتصادي هو الأدنى في العالم ولا يتجاوز 29% من قوى النساء في سن العمل، ومعدل مشاركة المرأة في المعترك السياسي هو الأدنى في العالم ايضاً·

واشارت الحريري الى تقرير الامم المتحدة الاخير بشأن التنمية الانسانية، الصادر في ايلول 2005 والذي يكشف عن "مأزق الفوارق التي تتسع داخل البلدان وفي ما بينها: ثروات تتعاظم وفقر يتعمق، اكتشافات وانجازات علمية، تتسارع وتتباطأ، تقنيات باهرة تتوالى وبطالة سافرة ومقنعة تتسع"·

وقدم الدكتور السيد يسين قراءة نقدية في تقارير الامم المتحدة عن التنمية الانسانية العربية، وتساءل "هل يمكن للمجتمع العربي المعاصر، مهما بلغت انجازاته الاقتصادية المتواضعة، ان يتقدم في ظل سيادة ثقافة الاستبداد؟

واشار يسين الى ان "الثقافة العربية" المعاصرة المحاصرة بالاستبداد السياسي، تضع قيوداً متعددة على حرية التفكير، وتقدم الحضارات قائم على ممارسة حرية التفكير بغير قيود ولا حدود"·

وتحدث مدير الاعلام والعلاقات العامة في مركز الامام موسى الصدر لؤي شرف الدين، ممثلاً الدكتور كلوفيس مقصود من المجلس الاستشاري لتقرير التنمية الانسانية العربية، عن حال مجتمع المعرفة في الوطن العربي، فلفت الى ان "اكثر اساليب التنشئة انتشاراً في الاسرة العربية هي اساليب التسلط والحماية الزائدة، مما يؤثر سلباً على نمو الاستقلال بالنفس عند الطفل، وفي مجال التعليم، يؤدي تردي النوعية الى مشاكل خطيرة·

اما الاعلام العربي، فلا يزال دون المستوى العالمي"·

وتطرق شرف الدين الى مسألة "لجوء سلطات الاحتلال الى دمج المقاومة بالارهاب"، مشدداً على "الحاجة الى التفريق بين شرعية المقاومة وانعدام شرعية الارهاب"·

بدوره، تحدث د· احمد بعلبكي عن "التنمية والمشاركة في مجتمع لا يحكم سوقه، ولفت الى ان "لبنان لم يكن بحاجة الى توصيات من مراكز القرار المالي الدولية لتعديل الهيكلية القطاعية لاقتصاده، وهو بلد يعتمد ليبرالية مفرطة منذ استقلاله"·

وأكد بعلبكي ان "التحاصص الطائفي بين الوزارات، وداخل كل وزارة يعوق قيام شراكة تعاقدية تكاملية وشفافة"·

ترأس الجلسة الثانية القاضي احمد الزين، وعالجت البعد الديني للتنمية الانسانية·

وشدد الشيخ الزين على ان الايمان بالله ضروري لعملية التنمية الانسانية، والبعد الديني للتنمية الانسانية يحتم علينا ان ننطر للمستقبل وأن نضع المشروع الذي ينهض بالوطن والمجتمع في جميع القطاعات"·

وتحدث المطران جورج خضر عن "موقع الدين في عملية التنمية"، فأكد ان تشديد المسيحية الاولى على اللاعنف وتحريمها الحرب هو وراء الحركات اللاعنفية في العالم الحديث بما في ذلك حركة غاندي"·

وعالج الشيخ محمد زراقط المفهوم القرآني للتنمية الانسانية، فشرح ان "القرآن الكريم ضمن فكرة التنمية التي تتعلق من واقع الايمان بقدرة الانسان على تطوير ذاته والرقيّ بها نحو الافضل"·

بدوره ناقش مدير معهد الدراسات الاسلامية وتكوين الأئمة جلول صديقي، الوعي وحركة التاريخ، مهاجماً الذين يجندون اقلامهم في حملات عدوانية ضد أصول الفكر العربي الاسلامي"، وأوضح "انهم تجاوزوا حقيقة ان اصول نهضة العالم الاسلامي الذي شهد التاريخ بها اجيالاً بعد اجيال، استقت جوهر حياتنا من القرآن الكريم"·

وقدم منسق برامج اللجنة المركزية للمنو نايت بيتر دولا مداخلة حول التاريخ والدين والمنظمات غير الحكومية، فأكد ان "الدين هو دائماً مسبب للخوف، وهذا ما يجب تغييره لاستكمال طريق التطور"·

source